الخميس، 23 يونيو 2011

الاسد والمعلم، والسقوط


كان خطاب الاسد الذي القاه في مدرج جامعة دمشق منذ يومين غامضا فجا لا يحمل في طياته الا رسائل التهديد والوعيد، والفلسفة الفارغة من اي محتوى، وهذا كان اجماع كل من سمعه او قرأه، فسمعنا معظم الدبلوماسيون الغربيون يتكلمون عن هذا الخطاب ويؤكدون على انه سلبي جدا ولا يحمل اي جديد، كان هذا الرد السريع والحاسم تجاه الاسد وخطابه مفاجأة للنظام السوري لانه اعتقد ان ما قدمه من اكاذيب وتبريرات وتلميحات ستكفي النظام الدولي وتسكته.

سارع وزير الخارجية لعقد مؤتمر صحفي ليوضح ما استعصى على الكثيرين فهمه او تفكيك شيفرته، فظهر امس على شاشات التلفزة وامامه العشرات من الصحفيين السوريين وبعض اللبنانيين وغاب عنه مراسيلي القنوات الاخبارية المعروفة والمرموقة عربية كانت ام غربية.

بدأ السيد وليد المعلم بإلقاء بيان اكد فيه على المؤامرة التي تحاك على سورية، واكد على ان هذه المؤامرة قادمة من اوروبا، هنا كانت اول رسالة غريبة تحمل في طياتها كلمات عجيبة: سننسى ان اوروبا موجودة على الخريطة ونتجه شرقا وجنوبا، وسننسحب من مفاوضات الاتحاد المتوسطي بعدما جمدنا المفاوضات الخاصة بالشراكة مع الاتحاد الاوروبي.

الغى السيد المعلم اوروبا تماما هكذا بمجرد كلمات، ونسي ان اوروبا متمثلة بفرنسا هي من دفعت الجيش السوري للانسحاب من لبنان واهانته مقابل القليل من الانفتاح الاقتصادي تجاه سورية وتخفيف من العزلة الدولية، ونسي ان حوالي 30% من صادراتنا تذهب الى بلدان الاتحاد الاوروبي، وحوالي 25% من وارداتنا تأتي أيضا من الاتحاد الاوروبي، فنحن بحاجة الاتحاد الاوروبي وليس العكس.

هاجم السيد المعلم تركيا واتهمها بشكل غير مباشر بأنها احد ركائز المؤامرة على سورية، فقال انه يعلم بان الخيام نصبت قبل اسبوع من الاحدث في جسر الشغور، ولكنه على ما يبدو لم يسمع بادارة الازمات من قبل ويعتقد ان دول العالم تعمل وفق مبدأ الفعل ورد الفعل كنظامه الذي لا يملك مقومات الحكومات الحديثة.

تحدث المعلم عن الديمقراطية وان سورية ستعطي دروسا بالديمقراطية فقط خلال 3 اشهر، ولكن لم يخبرنا هل هذه الديمقراطية ستؤدي مثلا الى اختفاء الاسد عن الساحة السياسية في حال حكمت صناديق الاقتراع بذلك، هل سيكون لنا اعضاء في مجلس الشعب يختلفون عن باقي دوراته من مصفقين وشعراء ومطبلين.

وفي سابقة غريبة سألت احدى الصحفيات عن سبب تسامح سورية تجاه المؤامرات الاوروبية بقيادة تركيا، فأجاب السيد المعلم: القافلة تسير رغم عواء الكلاب، واشتعلت القاعة المليئة بالصحفيين بالتصفيق، ففي سورية فقط: الصحفي يسأل سؤال فيجيب وزير الخارجية بكلام بذيء ويصفق الصحفي على الجواب.

ان كلمات وليد المعلم ومن قبلها كلمات بشار الاسد تدل على استعلاء غريب تجاه كل من يقول لهم كلمة لا او كلمة حق وتدل على السقوط المحتم لهذا النظام، يذكروننا بالانظمة البائدة التي خلت تلك الانظمة الشمولية الديكتاتورية العدائية للنظام الدولي، يجعلنا نتسأل متى سيسقطون كما سقط من قبلهم من هو اقوى منهم واشرس بكثير؟ هل سيحسمها الشعب السوري الحر؟ ارجو ذلك قريبا ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق