بدء الشهر الرابع من الثورة السورية السلمية، وحصيلتها اكثر من 1500 شهيد، واكثر من 15000 معتقل ومغيب، وعشرات الآلاف من اللاجئين في دول الجوار، كل هذا بيد نظام اقرب ما يكون للعصابة منه لمفهوم الدولة.
خرج الاسد علينا بالامس الاثنين في 20 حزيران/يونيو، والقى خطابا ببعض اصحاب الكروش الكبيرة والمنتفعين في مدرج جامعة دمشق، 70 دقيقة من الكلمات جعلت الآلاف من ابناء الشعب السوري يخروجون الى الطرقات كلهم غضب وتصميم على الاستمرار في المظاهرات.
حمل الخطاب الكثير من النقاط والمدلولات، والتي تصب كلها في غير مصلحة الشعب، وتقف ضد تطلعاته في الكرامة والحرية، كانت مصطلحاته تقترب من القانونية الدستورية الزائفة تارة والى الفلسفة التافهة التي لا ترقى الى مستوى الفلسفة ابدا، حاول ان يظهر نفسه على انه القائد المناسب للمرحلة التي اطلق عليها مرحلة الحوار.
شرح الاسد في خطابه المؤامرة الخارجية والداخلية، وبعث برسائل الى هذا وذاك، وقسم المتظاهرين الى ثلاث مكونات، وكانت كل كلمة تشرح هذه الاشياء يتضح فيها هشاشة موقفه وسخف ادلته وتفسيراته، وكانت رسائله مضحكة جدا ولا تخرج عن اطار رد الفعل الطفولي الفج، وتقسيماته كانت عنصرية مقيتة.
تخلل الخطاب خروجات عن النص، وكعادته حاول تفسير جمله بجمل اكثر تعقيدا وضبابية، وباستعارات من الطب والهندسة وعلم الادارة، انتهى معظمها بضحكات في غير محلها، اصابت الكثيرين وانا منهم بالغثيان.
جاء الخطاب كما توقعه الكثيرون بلا شيء، ولم يستطع الكثيرون من المحللين ايجاد اية نقطة ايجابية ولو واحدة يدلون عليها، كان تكرارا بلا معنى لكلمات سمعناها قبلا، تستند الى اوهام او بالأحرى أكاذيب الهدف منها الهروب الى الامام، واطلالة مدة الازمة أملا بمعجزة ما تحصل ويقف المد الثوري في سورية.
لقد سمعت الخطاب اربع مرات في محاولة لفهم ما يريده بالضبط او ما الرسالة التي يريدها، ففهمت ما يلي: المتظاهرين هم من الجرائيم، سنطهرهم قريبا، هناك لجان تشكل ولجان أخرى لمساعدتها ولجان أخرى لاتخاذ القرارات وسنبقى نشكل هذه اللجان حتى نصل لتوليفة اللجنة المناسبة للاصلاح، ومن يأتي اولا الدجاجة ام البيضة، وسنعطي العالم الديمقراطي الغبي درسا في الاصلاح (قمع الاحتجاجات)، فعلا كان خطابا تاريخيا تافه.
الشيء الوحيد الجديد في هذا الخطاب، هو انه جاء في وقت فقد هذا الديكتاتور سيطرته الأمنية على مدنه، وهذا قمة في الضعف، فأي نظام يفقد السيطرة الأمنية على المدن والقرى يعني دخوله مرحلة الاحتضار..!
ردحذفلهذا اعترف في خطابه أن ما يحدث في سوريا قد يمتد أشهرا وسنوات... أي أنه يقارن ما يحدث في سوريا بما حدث في فلسطين من انتفاضات فلسطينية أجبرت إسرائيل في النهاية لتسلمي المدن الفلسطينية...!
فالمقارنة الحقيقية مع الحالة السورية هي ليست مع تونس أو مصر أو ليبيا أو اليمن، بل مع الانتفاضات الفلسطينية ولي في هذا مقالات في مدونتي..!
صدق أن هناك شائعات عن اختفائه و ظهر لينفيها حتى أنه أخطأ و ذكر أن تأخره في الظهور سبب شائعات و غير هذه الرسالة برأيي لم يرد أن يرسل و السياسة هي هي لأنه لا يستطيع تقديم غيرها حتى و لو أراد
ردحذفف ح ش