الأربعاء، 3 أغسطس 2011

الكيان الصهيوني وحظ مندسيه


شارك عشرات الآلاف من الاسرائيليين في تظاهرات كبيرة مساء السبت الماضي للاحتجاج على ارتفاع تكاليف الحياة ومطالبين رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو باجراء اصلاحات اقتصادية جذرية، الشرطة الاسرائيلية قدرت عدد المتظاهرين بأكثر من مثة ألف توزعوا على عشر مدن مختلفة، اطلقوا خلالها شعارات مثل: "الناس قبل الربح"، و"نقتل انفسنا لنعيش" و"نعمل في 3 وظائف ولا نستطيع تأمين شروط العيش" و"هذا هو الربيع الاسرائيلي".

في تلك الامسية لم تطلق رصاصة واحدة على المحتجين، ولم تمنع وسائل الاعلام من تغطيتها، لم يكن هناك اي صدامات مع جيش الدفاع الاسرائيلي او حتى الشرطة، ونتنياهو سارع الى تخفيض سعر المحروقات وفرض سقفا على سعرها ووعد بخفض الضرائب الغير مباشرة، وقال صراحة لا توجد حلول سريعة للمشاكل المعقدة التي دفعت بالناس الى التظاهر، ولكن قادة المظاهرات اعلنوها صراحة ان هذه الاجراءات غير كافية وغير ملائمة، ومرة أخرى لم ترسل الدبابات الى المدن التي انتشرت بها تلك الاحتجاجات.

بالمقارنة مع الوضع السوري القائم من جهة النظام اللاشرعي الغير ديمقراطي نرى مشهد سوداويا ملطخا بالدماء، فرصاص قوات الامن السوري والجيش ودباباته على مدار خمسة اشهر وهي تقنص ارواح السوريين وتخلف المآسي، والاعلام السوري ورديفته قناة الدنيا لا يتوقفان عن بث الشائعات وبث الاكاذيب والتسبيح والتحميد بحق المجرم القاتل بشار الاسد وصبيانه، وحتى عندما خفض بشار الاسد سعر ليتر المازوت 5 ليرات وزاد رواتب الموظفين الحكوميين ولم يعجب هذا السوريين الاحرار لانهم يريدون اكثر من فتات يرمى اليهم، رد على اعتراضهم بالذخيرة الحية واستشهد من استشهد وجرح من جرح.

الاسرائيليون مجرمون نعم، هم يقتلون اخوتنا الفلسطينيين ويشردونهم ويصادرون اراضيهم ويحاصرونهم، هم يحتلون فلسطين، هم يحتلون الجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية، وهم الآن يحاولون سرقة النفط والغاز اللبناني من قاع البحر المتوسط، ولكن ما نراه من معاملة لمواطنيهم اليهود يجعلنا نتسأل: لماذا العرب بشكل عام والسوريون بشكل خاص يعاملون كالجراثيم او الجرذان؟ هل اليهود فعلا كما يقول توراتهم هم البشر ونحن خلقنا على هيئة البشر لخدمتهم كونهم شعب الله المختار؟ هل الاسرائيلي عنده رحمة وشفقة على اخيه الاسرائيلي اكثر من السوري على اخيه السوري؟ هل يا ترى تمتعهم بحرية ونظام ديمقراطي السبب الحقيقي في انتصارهم علينا على مدى ستين عاما واكثر؟

لن ينتصر المسلمون او العرب او السوريون او اية شعب واقع تحت نظام شمولي بوليسي على اي عدو اذا ما بقوا على وحشيتهم تجاه اخوتهم، لن يتقدموا في الركب البشري ما دام روح اخوتهم ليست غالية عليهم، وما دامت لغة الدم ولغة الحقد ولغة الاجرام هي التي تسيطر عليهم وعلى علاقتهم بالاخر ان كان شقيقا او جارا، والدليل كما سبق واوردته مئة الف اسرائيلي يخرجون بمظاهرة فلا يجرح انسان، ومنذ اكثر من خمسة اشهر يسقط يوميا بمعدل 13 شهيد في سورية من المتظاهرين السلميين.

لا نستطيع ان نقول الا اننا نحسدكم ايها الاسرائليون، فانتم مؤيدين ومعارضين وحتى مندسين محظوظين جدا.

هناك تعليق واحد: