اقتربنا من نهاية الشهر السادس من عمر الثورة السورية، ازدادت المظاهرات والاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية وازداد الاجرام الممنهج ضد المتظاهرين والناشطين، وحسب المصادر الحقوقية أكثر من 3000 شهيد ضحوا بحياتهم في سبيل الحرية واضعاف هذا العدد جرحى واكثر من 50 الف معتقل، بعد كل هذه التضحيات والوقت الطويل علينا ان نعرف ما لنا وما علينا ودراسة جميع المعطيات المتوفرة لنقيم هذه التجربة الغنية في تاريخ السوريين في سبيل دفعها للامام وتحقيق امانينا بالعدالة والمساواة في سورية.
برأيي فإن الثورة السورية تمر بثلاث أزمات وهي: أزمة هدف، أزمة ثقة، أزمة قيادة وهذه الازمات متقاطع فيما بينها على الرغم من ان الواحدة تؤدي للاخرى بشكل او بأخر.
تطور هدف الثورة السورية من الاصلاح والحرية الى الشعب يريد اسقاط النظام بسبب عنجهية النظام السوري ورده الدموي على مطالب الشعب، هذا الهدف الذي اجتمع حوله الشعب السوري تبنته معظم اطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج وتمركزت حوله، ولكن ما لم تتمركز حوله هو ما بعد اسقاط النظام، فالهدف هنا غير كامل وينقصه الحل المفترض بعد اسقاط النظام، فاطياف المعارضة ومن بعدهم الشعب الثائر منقسم حول البديل، فبعض الاسلاميين يريدونها اسلامية خالصة والبعض الاخر منهم يريدونها مدنية على اساس اسلامي وهناك اليساريين بأطيافهم منهم من يريدها علمانية خالصة او لبيرالية ومنهم من يريدها ما بين وبين.
غياب الهدف بعد اسقاط النظام ادى بشكل او بأخر لأزمة ثقة، وهي بين المعارضين انفسهم من جهة والمعارضين والمتظاهرين من جهة أخرى مما انعكس على الفئة الصامتة والمؤيدة التي تراجع بشكل ملحوظ أعداد من يصبحون أنصارا للثورة السورية من صفوفهم.
وأزمة الثقة هذه جعلت من الصعب الالتفاف حول قيادة وطنية شريفة ينتقل بالمعارضة الشعبية الحالية الى معارضة ذات معنى سياسي واضح ويكون ممثلا للشعب السوري في هذه المرحلة من تاريخه، فالهدف غير واضح وهناك صراع أيديولوجي بين اطياف العارضة وهناك تشكيك من بعض الاطياف السورية بهذه المعارضة مما ينعكس صعوبات جمة للتجمع حول شخص واحد يكون القائد لهم جميعا.
هذه الازمات الثلاثة تجعل الثورة السورية اليوم على مفترق طرق، وللتقدم الى الامام علينا ان نسعى الى الاتفاق قبل اي اختيار اي قيادة كانت على صياغة هدف واضح لما بعد سقوط النظام السوري يكون مقبولا من السوريين جميعا ولا وجود لهكذا هدف الا الدولة المدنية العلمانية اللبيرالية التي تضمن للاسلاميين واليساريين وجودا كاملا عبر سد الطريق امام ما يسمى ديكتاتورية الاغلبية التي يخاف منها الجميع، وبذلك تتكون الثقة التي تدفع من لم يقتنع بالثورة السورية بتأيدها، ويمهد الطريق امام اي شخصية اعتبارية مهما كان خلفيتها قيادة المرحلة المقبلة.
وضعت يدك على الجرح تماما .. على أمل ان نجد من يضمد هذا الجرح الدامي ويعي خطورة مفترق الطرق الذي وصلنا اليه ... تدوينة رائعه نشكرك
ردحذفJasmine4syria
وان كنت أتفق معك في التشخيص فأختلف معك في النتيجة و الدواء ,,
ردحذففأما عن الهدف فقد اجتمع كل الثوار في الداخل ومن يواليهم داخلا و خارجا عليه و هو انهاء النظام الحاكم و اسقاطه ,,
و اما الثقة ,, فإن رأيتَ انت حلها بالدولةالعلمانيةالليبرالية ,, فأجد فيها العكس
بداية الشعب السوري شعب مسلم بغالبية عظمى ,,وشعب محافظ بدرجة كبيرة ,,
وعليه فإن تطبيق و توطيد الحكم بأصول اسلامية هي السبيل الانجع ,,
أنا لا أطالب بدولة اسلامية وفقط ,, بل مدنية اسلامية تكون مرتكزاتها :
1 ..الحرية في العيش و التصرف و العقائد والعبادات
2 .. المساواة في الحقوق و الواجبات
3 .. العدل
4 .. الشورى ,, و غيرها ..
أي (المواطنة) بكل ابعادها في ظل شرعي اسلامي
و ذاك ليس تعصبا للاسلام .. بل لان الاسلام
دين " جامع " ,, يحترمكل الاديان و يحتوي كل الطوائف !
كما و أن الحكم الاسلامي ( أقصد أن تكون الدولة اسلامية ) لا يعني اقصاء أحد من أي ملة أو دين أو طائفة كان ,, بل على العكس تماما
و الحكم الاسلامي ليس جديدا على سوريا فسوريا منذ اسلامها الى ما قبل 50 سنة " قبل حكم البعث " كانت اسلامية الحكم متعددة الملل و الطوائف !
و عليه الحكم الرشيد في سوريا لا يمكن ان يكون علمانيا في دولة جل شعبها مسلم محافظ !